0 تصويتات
في تصنيف التعليم بواسطة (454ألف نقاط)
التكرار :

ولو تجولنا في رحاب ساحة البردّوني الأسلوبیة لوجدناه یعتمد على التكرار كأسلوب ،

خاض به غمار تجربته الشعریة ، لیقف معه على مرسى بوحه الذاتي ، ویعبّر من

خلاله عن معاناته مع شعره أولا ، و حزنه من واقعه ثانیا .

فعندما یبدأ قصائده بتلك التساؤلات المتكررة، ھو یبحث عن شيء دفین داخل النص :

لماذا المقطف الدّاني ****** بعید عن ید الــــــعاني ؟

لماذا الز ّھـــــــر آنيّ ****** ولیس الشّـــوك بالآني ؟

 لمــاذا یقدر الأعتى ****** ویعیا المرھف الحاني ؟(١)

 

لقد دق البردّوني بلفظة لماذا جرس إنذار یوقظ به القلوب ، ویحیى به أموات أمته ،

فكان وقعه في بدایة النص كبدایة لموجة مواجھات ، عاصفة تحملھا ثنایا النص

القادمة ، وكأنه في ھذه البدایة یقول للقارئ استعد فأنا أنذرك بعاصفة قادمة قد قرعت

لھا أجراس الخطر ، لیس ھذا فقط ، وإنما تلمح سخریة من أوضاع غیرت معالمھا ،

فلا ینال حقه المستضعف ، بینما یأخذ القوي كل ما یرید . لم یكتف البردّوني في إثارة القارئ لما یقرأ ، وإنما ذھب لیبین تلك المأساة التي كأنه یعیشھا من خلال

التكرار

أنا من أنا ؟ الأشـــواق ***** والحرمان والشكوى أنا

أنا فكرة ولھى معانیـھا ***** التضـــــــــنّي والضّنى

 أنا زفرة فیھا بكاء الـ ***** فقر آثام الــــغنى(٢)

 

عبّر البردّوني بتكرار لفظة ( أنا ) لیقول إنّ ما یعانیه یفوق حد الاحتمال، حتى إنّه

أصبح یعیش المأساة بكل تفاصیلھا ، بل إنه أصبح المأساة نفسھا ، لذلك وجدناه یؤكد

ذلك المعنى في شعور المتلقي من خلال تكرار لفظة ( أنا ) التي كانت تجسیدا ً لتلك

المعاناة .وسخریة المتوجع الذي عانى الفقر، والجوع ، والظلم ، حتى إنّھا أصبحت

شخصه ، وعنوانه ،لنجده بعد ذلك یقف مع حیاته شاكیا جورھا ، ومتألما من ظلمھا ،

في نداءات، كأنھا صرخات مستجیر

دیوان البردوني ص ١١٢١

دیوان البردوني ص ١٣٥

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (454ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
من أساليب البردوني الساخرة

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل فبراير 3، 2023 في تصنيف التعليم بواسطة جواب المعلم (454ألف نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
...