محمد ابن تومرت من اخطر الشخصيات التي غفل عن خطورتها اكثر المؤرخين ... انه ليس دجالا و لا ساحرا ... انه اخطر من ذلك بكثير ... انه الرجل الذى اسقط اقوى دولة سنية في عصره و هي دولة المرابطين ووضع الاسس لامبراطورية جديدة و هي امبراطورية الموحدين
انه واحدا من اخطر الدجاجلة العظام الذى اخذه الله لعظم شره و فتنته التى فاقت فتنه اعظم السحرة و الدجاجلة و ذلك قبل ان يتحقق حلمه باضلال الامة و قبل ان يصبح ملكا متوجا على امبراطورية للشر و البدعة فوضع اسس امبراطورية نعم بها غيره و حرمه الله منها ان رؤية قصة محمد ابن تومرت من المنظور القدري اعظم الف مرة من رؤيتها من المنظور التاريخي ...
و الغريب ان بعض المؤرخين يعظمونه و يعتبرونه من ابطال امتنا انه محمد ابن تومرت الذي حين تقرا عنه لن تشعر مطلقا بانك تقرا عن رجل على صلة بتنظيم حديدى شديد السرية اراد تبديل الدين بشيء من الدين ... و قصته كلها تدل انه اسقط دولة و اقام دولة عن طريق الدعوة الفردية بينما هذا من المستحيل ان يقنع عقلي الذى يشك و يبحث فى كل شيء .... فهذا الرجل بداية زعم انه المهدي المنتظر كما هو معلوم لدى القاصي و الداني و بالرغم من هذا فحينما استمعت الى محاضرات الاندلس من الفتح الى السقوط لم اجد ان المؤرخ العلامة راغب السرجاني قد نبه الى ضلال هذا الداهية بل انه قدم بعض بدعه و ضلالاته في صورة مقبولة و مبررة لمن يستمع للمحاضرات و لا يهم هل هذه الدولة المسماة بالموحدين دولة بدعة و شر ام دولة هدى و خير المهم انها امبراطورية قامت و السلام و طالما حاربت النصارى فبيكتفي العقل العربي بذكر امجادها و انتصاراتها و تمر كل الجرائم تحت بطولات و حروب ضد الصليبيين او غيرهم المهم ان البطل يحارب فمهما بدل الدين و الشرائع فهذا كله مقبول و مبرر للعقل العربي مدمن الحاكم القوي و ليس الحاكم العادل الذي وظيفته الاولى اقامة الدين و ليس الانتصارات العسكرية و تضييع الدين .. و كأن بعض الحكام كلما ضيع شيئا من الدين او اسس بدعة هب لاذلال دولة من دولة الكفر في عصره ليدارى على جريمة تبديل الشريعة انه منهج المسيح الدجال بعينه الذى سيخرج اخر الزمان في رداء ثورى اسلامي فى بداية انطلاقته الاولى ..
و ثاني نقطة يجب ان تثير انتباهك حينما تقرا عن محمد ابن تومرت هي انه ادعى انه المهدى المنتظر و قد اثبت هذا ابن الاثير حيث قال .... وأعلمهم اى محمد ابن تومرت أن النبي بشر بالمهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وان مكانه الذي يخرج منه المغرب الأقصى فقام إليه عشرة رجال أحدهم عبد المؤمن فقالوا لا يوجد هذا إلا فيك فأنت المهدي فبايعوه على ذلك (الكامل: 10: 571).
ثالثا / ولد محمد بن عبد الله تومرت او محمد بن عبد الله المغربي السوسي
فيما بين 471هـ إلى 491 هـ في إحدى القبائل البربرية وكان والده يلقب بتومرت فاشتهر به، ولكنه أدعى فيما بعد أنه علوي من أهل البيت ( عليهم السلام ) فاخترع له نسباً إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام) وذلك حينما أخذ له البيعة بولاية العهد (شذرات الذهب 4: 70 وتراجم إسلامية: 238 والأعلام: 7: 105).
و قد شكك بعض المؤرخين في اسمه هذا حيث ذهب برفنسال في كتابه الإسلام في المغرب والأندلس أن ابن تومرت كان يتسمى باسم بربري.. وقد نقل هذا القول صاحب كتاب المهدي ابن تومرت وهو عبارة عن رسالة دكتوراه: "وقد ذهب برفنسال من الباحثين المحدثين إلى أن ابن تومرت كان يسمى باسم بربري بحت و لم يستبدل به اسم محمد إلا في وقت متأخر و خاصة لأن ابن تومرت ادعى أنه المهدي المنتظر وقد قرأ بالفعل الأحاديث الواردة في اسم وصفة المهدي المنتظر ومن ثم زعم أن اسمه محمد ليوافق رواية (لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)! وزعم أن أباه اسمه عبد الله ليوافق رواية أبي داود (اسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)!..
كما أن هناك خبراً في نظم الجمان تؤكد ما ذهبنا إليه حيث: "ذكر ابن القطان أنه كان يلقب في صغره حينما كان يقرأ في المكتب (بأسفو)، ومعنى اسفو بالبربرية الضياء لملازمة ايقاد القنديل في المسجد للقراءة والصلاة. أما ما اشتهر به من لقب المهدي فإنه لم يطلق عليه إلا حينما أظهر المهدية وبايعه الناس، وأطلق عليه حينئذ لقب الإمام المعصوم المهدي المعلوم"
النقطة الرابعة الجديرة بالتامل في حياة محمد ابن تومرت :
ذكر بعض المؤرخين انه خرج يطلب العلم فتجول في البلاد الإسلامية وحج البيت وسافر إلى بغداد ويروى في هذا الصدد تلميذه على الغزالي ولكن يرى بعض المؤرخين أنه ليس بصحيح (الكامل 10: 569)، وأنه اختار هذا لكي يستغل ما كان يتمتع به الغزالي من مكانه ومنزله في نفوس الناس وزعم فيما بعد أن الغزالي هو الذي بشره بالدولة والحكم (تراجم إسلامية: 241).
ولما رجع من رحلته سنة 511هـ تظاهر بالإمرة بالمعروف والنهي عن المنكر ودعا إلى قتال المرابطين