كيف غفل اكثر المؤرخين عن التحذير من محمد ابن تومرت و بدعه الشديدة خطورة و كيف اقنعنا بعض المعاصرين ان دولة الموحدين لها بطولات و امجاد تداري سوأتها ؟
انها كارثة العقل العربي يعشق القوة و الانتصار بغض النظر عن قرب المنتصر من الحق او قربه من الباطل .
تامل على سبيل هذه الفتوى التي انتشرت منذ سنوات قليلة فقط على شبكة الانترنت و هي لاحد الفقهاء الذين عاصروا نشأة دولة الموحدين
" سئل فقيه تازي ومفتيها الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد المؤمن رحمه الله عن طائفة جزناية من أخماس تازي، ونص السؤال من أوله إلى آخره: الحمد لله. سيدي رضي الله عنكم جوابكم في قوم فارقوا الجماعة ويكفرون المسلمين ولا يأكلون ذبائحهم ولا يصلون خلفهم ويقولون من لم يؤمن بالمهدي ابن تومرت فهو كافر ويفضلونه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويقولون من لم يعلم اثني عشر باباً من التوحيد فهو كافر، وينقضون الوضوء بلمس ذوات المحارم، ويقولون من حلق ما تحت اللحية فهو مجوسي. بينوا لنا الرد عليهم في ذلك وما يلزمهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
فماذا أجاب الفقيه أبو عبد الله بن عبد المؤمن؟ نختار من هذه الإجابة المطولة الفقرة التالية: "وهؤلاء القوم الذين ذكرتم حرفوا ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال عليه السلام: (من كذب علي متعمداً فيتبوأ مقعده من النار). وجعلوا مكان المهدي حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن تومرت، فيقال لهم ناشدناكم الله هل المهدي بن تومرت بويع بين الركن والمقام؟ وقد أخبر عليه السلام بأن المهدي المعلوم يبايع بين الركن والمقام. ويقال لهم ناشدناكم الله هل المهدي بن تومرت بعث إليه بعث الشام فخسف بهم؟ فقد أخبر عليه السلام أن المهدي المعلوم يكون له ذلك. ويقال لهم ناشدناكم الله هل ابن تومرت سكن أنطاكية؟ فقد أخبر عليه السلام أن المهدي المعلوم يسكنها. ثم يقال لهم ناشدناكم الله هل ابن تومرت اسم أبيه على اسم النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالفرق بينهما من الوجوه التي ذكرناها أن المهدي المعلوم حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة، وابن تومرت ليس كذلك؛ والمهدي المعلوم يبايع بين الركن والمقام، وابن تومرت ليس كذلك؛ بل لم يكن إماماً وإنما كان الإمام عبد المؤمن بن علي؛ وأيضاً فإن المهدي المعلوم يملك العرب، وابن تومرت ليس كذلك؛ وأيضاً فإن المهدي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فتكون إمامته على جميع الأقاليم كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن تومرت إنما كان بأرض المغرب؛ والمهدي المعلوم يسكن أنطاكية، وابن تومرت لم يسكنها؛ والمهدي المعلوم اسم أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم، وابن تومرت ليس كذلك؛ والمهدي المعلوم خلقه كخلق النبي صلى الله عليه وسلم من عترته، وابن تومرت ليس كذلك؛ والمهدي المعلوم يأتيه أبدال الشام وأهل العراق، وابن تومرت لم يكن له شئ من ذلك؛ وخلافة المهدي المعلوم قريبة من نزول عيسى عليه السلام (..) وأما تفضيلهم إياه على الصحابة فهو كفر صراح لأنه قد انعقد الاجماع من المسلمين على أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ثم تعارضت الظنون في عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. فهؤلاء خرقوا الاجماع، ومن خرق الاجماع فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل"
أقول: إذن فالمهدي ابن تومرت بربري ليس اسمه محمداً ولا اسم أبيه عبد الله!! بل ينتهي نسبه إلى قبيلة (هرغة) وهي بطن من بطون قبيلة (مصمودة) المشهورة ثم بعد كل هذا ينسب نفسه إلى ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم!
لقد استطاع هذا الدعي الدجال أن يخدع عامة الناس بورعه الكاذب ويؤلب العامة على دولة المرابطين بزعم أنه كان يجهر بتغيير المنكر ومن ثم شكل له أتباعاً ومريدين وبث تعاليمه السامة في أدمغتهم وكفر حكومة المرابطين وجمهور أهل السنة بزعم أنهم مجسمة يقولون (الله فوق السماء) نظراً لأن معتقد المرابطين هو معتقد أهل السنة في الأسماء والصفات ويعتقدون أن الله واحد لا شريك له؛ في السماء بائن من خلقه معهم بعلمه وإحاطته ونصرته وليس بذاته كما يزعم أهل الحلول والجهمية ومن دان بمعتقدهم! لذلك شن ابن تومرت حملة شعواء قاسية على المرابطين لأنهم ليسوا على معتقده في الأسماء والصفات وفي قضايا التوحيد!! فصار يتقرب بدمائهم ويحرض على قتلهم وخاصة بعد أن قابل تلميذه ابن عبد المؤمن بن علي ت 588 هـ الذي ناصر دعوته وأقام دولة الموحدين (515 هـ إلى 668 هـ) بعد سقوط دولة المرابطين.. الشاهد من هذا السرد أن غفلة حكام المرابطين على هذا المشروع التخريبي التآمري والتسامح معه وانشغالهم بحرب الفرنجة في الأندلس لأن دولتهم كانت كبيرة جداً من أقصى حوض النيجر إلى المغرب الأقصى وأطراف تونس إلى الأندلس وقشتالة إلى حدود جبال البرانس!! فقد كان هذا السوس (الداء العضال) العدو القريب ابن تومرت وعصابته ينخرون في جسد دولة المرابطين
الكاتب / محمد ذهني