من هو جيمي كارتر ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

هو سياسي أمريكي وناشط حقوقي، شغل منصب الرئيس 39 للولايات المتحدة الأمريكية من 1977 إلى 1981. وُلد في 1 أكتوبر 1924 في بلين، جورجيا. ينتمي كارتر إلى الحزب الديمقراطي، ويمثل شخصية محورية في تاريخ السياسة الأمريكية نظراً للعديد من الإنجازات التي حققها خلال فترة رئاسته وبعدها، فضلاً عن نشاطه المستمر في مجالات حقوق الإنسان.
خلفيته الشخصية والتعليمية
ترعرع جيمي كارتر في بلين، وهي مدينة صغيرة في ولاية جورجيا، في أسرة من الطبقة المتوسطة. والده كان مزارعاً، ووالدته كانت تعمل ممرضة. بعد التخرج من مدرسة بلين الثانوية، درس كارتر في أكاديمية البحرية الأمريكية، حيث تخرج في عام 1946، ليصبح ضابطاً في البحرية الأمريكية. خدم في البحرية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ثم عاد إلى مزرعته في جورجيا بعد وفاة والده.
بداياته السياسية
بدأ كارتر حياته السياسية في السبعينات، حيث تم انتخابه حاكماً لولاية جورجيا في عام 1970. كان معروفاً بتقديره لحقوق الإنسان، ومناهضته للعنصرية، بالإضافة إلى دعمه للإصلاحات الاجتماعية. خلال فترة حكمه للولاية، عمل على تحسين التعليم، وتوسيع الحقوق المدنية، كما أدار الولاية بشكل يراعي مصالح الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة.
رئاسته للولايات المتحدة
في عام 1976، فاز كارتر في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الجمهوري جيرالد فورد. وقد جاءت حملته الانتخابية على وعد بالشفافية، وإنهاء الفساد الحكومي، وتعزيز العدالة الاجتماعية. ومع بداية رئاسته في عام 1977، حاول كارتر تحقيق العديد من الإصلاحات الداخلية والخارجية.
الإنجازات الكبرى في فترة رئاسته:
1. اتفاقات كامب ديفيد (1978): يعتبر اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل من أبرز إنجازات كارتر في السياسة الخارجية. بفضل وساطته، تم توقيع اتفاق كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، مما أدى إلى توقيع معاهدة السلام بين البلدين في عام 1979.
2. حقوق الإنسان: كان كارتر داعماً قوياً لقضايا حقوق الإنسان، وسعى إلى تحسين العلاقات مع دول العالم على أساس من احترام حقوق الإنسان. قرر تقليص دعم الولايات المتحدة لبعض الحكومات الاستبدادية في أمريكا اللاتينية وآسيا.
3. الإصلاحات الداخلية: في الداخل، دعم كارتر مبادرات لزيادة الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على النفط الأجنبي، ووقع تشريعات لتحسين البيئة والمساواة في الحقوق.
4. الأزمة الإيرانية: مع نهاية فترة رئاسته، واجه كارتر أزمة كبيرة، وهي أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، حيث تم احتجاز 52 دبلوماسياً أمريكياً في السفارة الإيرانية لمدة 444 يوماً. كانت هذه الأزمة بمثابة ضربة قوية لصورة كارتر في الساحة الدولية.
5. الركود الاقتصادي: شهدت فترة رئاسة كارتر أزمة اقتصادية خانقة، بما في ذلك التضخم المرتفع والبطالة، بالإضافة إلى أزمة الطاقة بسبب نقص النفط. رغم محاولاته إصلاح الوضع، فإن التحديات الاقتصادية ساهمت في تقليص شعبيته.
ما بعد الرئاسة
بعد انتهاء فترة رئاسته، ظل جيمي كارتر ناشطًا في العديد من المجالات، خصوصًا في قضايا حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية. أسس "مركز كارتر" في عام 1982، وهو مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان، حل النزاعات، تحسين الصحة العامة، وتعزيز الديمقراطية.
أبرز أنشطته بعد الرئاسة:
برنامج بناء المنازل: تعاون مع منظمة "هبيتات فور هيومانيتي" (Habitat for Humanity) لبناء منازل للأسر ذات الدخل المحدود حول العالم.
الجوائز والاعترافات: حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2002 تقديراً لجهوده في تعزيز السلام وحقوق الإنسان حول العالم. كما فاز بالعديد من الجوائز الأخرى تقديراً لعمله الإنساني.
الكتابة: كتب كارتر العديد من الكتب حول السياسة والحقوق الإنسانية والمساواة، بما في ذلك مذكراته التي نُشرت تحت عنوان "دورتي في البيت الأبيض".
الإرث والتأثير
يُعتبر جيمي كارتر أحد الرؤساء الذين لم تحظَ فترة رئاستهم بشعبية عالية وقتها، ولكنه في النهاية نال احتراماً دولياً كبيراً بسبب جهوده بعد تركه للبيت الأبيض. يُنظر إليه كرمز من رموز النشاط الإنساني، وكمؤيد للسلام، وناشط من أجل العدالة الاجتماعية.