من هو صالح العريض ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

هو شخصية سياسية بارزة في تونس، وُلد في 10 يونيو 1955 في مدينة تونس. يشتهر العريض بكونه أحد الأعضاء البارزين في حركة النهضة، وهي حركة إسلامية تونسية ذات توجهات إسلامية معتدلة. العريض شغل عدة مناصب في الحكومة التونسية بعد الثورة، وكان له دور مهم في المسار السياسي الذي تلا سقوط الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011.
نشأته وتعليمه
صالح العريض نشأ في تونس العاصمة، وحصل على تعليمه الأكاديمي في مجالات متعددة، واهتم منذ فترة شبابه بالمسائل السياسية والاجتماعية. كان ناشطًا في صفوف حزب حركة النهضة منذ بداياته، وشارك في العديد من الأنشطة السياسية في فترات مختلفة.
انخراطه في العمل السياسي
انخرط العريض في الحركة الإسلامية "حركة النهضة" منذ أواخر السبعينات، حيث انضم إلى صفوفها وتابع مشوارًا نضاليًا طويلًا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتغيير السياسي في تونس. خلال فترة حكم بن علي، تعرضت حركة النهضة للعديد من الضغوط والمضايقات، بما في ذلك السجون والملاحقات الأمنية، ورافق العريض العديد من زملائه في معركة الحرية والديمقراطية.
بعد الثورة
بعد الثورة التونسية عام 2011، التي أسفرت عن سقوط نظام بن علي، برز اسم صالح العريض بشكل كبير. تولى منصب وزير الداخلية في حكومة حمادي الجبالي، وذلك في وقت حساس حيث كانت البلاد تمر بمرحلة انتقالية مليئة بالتحديات الأمنية والسياسية. ثم أصبح نائبًا لرئيس حركة النهضة بعد أن تولى راشد الغنوشي رئاستها. وارتبط العريض بدور كبير في تنظيم المرحلة الانتقالية، وبناء نظام سياسي جديد في تونس.
منصبه كنائب رئيس الحكومة
في عام 2012، تولى صالح العريض منصب نائب رئيس الحكومة في عهد حكومة علي العريض. خلال هذه الفترة، ركز على الملفات الأمنية والتنظيمية، وكان له دور بارز في قيادة العملية السياسية التي شملت إعداد الدستور التونسي الجديد الذي تم إقراره في 2014.
مواقفه السياسية
صالح العريض كان من المؤيدين للإسلام السياسي المعتدل، واعتُبر داعمًا للإصلاحات الديمقراطية في تونس. كما عُرف بخطابه المعتدل وقدرته على التفاوض والبحث عن حلول وسطية، خاصة في فترات الصراع السياسي بين القوى الليبرالية والإسلامية في تونس. كما كان داعمًا لمبدأ التوافق بين مختلف القوى السياسية في البلاد، وهو ما تجسد في مسار الانتقال الديمقراطي الذي اعتمدته تونس بعد الثورة.
الانتقادات
على الرغم من شخصيته السياسية المتوازنة والمعتدلة، تعرض صالح العريض للعديد من الانتقادات من بعض الأطراف المعارضة لحركة النهضة بسبب مواقفه السياسية. اتهمه البعض بتقديم تنازلات كبيرة أثناء المفاوضات السياسية التي كان يشرف عليها، في حين يرى آخرون أن هذه التنازلات كانت ضرورية من أجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والانتقال السلمي إلى الديمقراطية.
موقفه من القضايا الاجتماعية
كان صالح العريض دائمًا مدافعًا عن قضايا حقوق الإنسان، وكان يركز على حماية الحريات العامة وحقوق المرأة. كما سعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس من خلال مشروعات تنموية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الخاتمة
صالح العريض يعتبر أحد الشخصيات البارزة في تاريخ السياسة التونسية المعاصرة. بعد مسيرة حافلة بالتحولات السياسية والمشاركة في تأسيس النظام الديمقراطي بعد الثورة، استمر في لعب دور هام في المشهد السياسي التونسي حتى اليوم.