من هوحَشَر بن مكتوم ويكيبيديا السيرة الذاتية ؟

هو أحد القادة العسكريين في تاريخ الإسلام وأحد الصحابة المميزين. وُلد في مكة وكان من أسرة قريشية نبيلة. وكان يُعرف بإيمانه القوي وذكائه العسكري. يُذكر حشر بن مكتوم بشكل رئيسي بسبب دوره في غزوة بدر، والتي كانت واحدة من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي.
1. دوره في غزوة بدر:
حَشَر بن مكتوم كان من أبرز المساهمين في معركة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، حيث انضم إلى جيش المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان أحد الذين شاركوا في المعركة بحماس وفاعلية رغم عدم امتلاكه لمعدات الحرب الثقيلة مثل الخيل، ولكنه أظهر شجاعة كبيرة. يُقال إنه كان أحد المجاهدين الذين ساهموا في تحقيق النصر للمسلمين ضد قريش في هذه المعركة المصيرية.
2. العمى وفضائله:
من أبرز السمات التي ميزت حَشَر بن مكتوم هو أنه كان أعمى. على الرغم من إعاقته، إلا أن حَشَر أظهر قدرة مذهلة على القيادة والمشاركة في المعارك بكل شجاعة وهمة. في بعض الروايات التاريخية، ورد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد رفع من مكانته بعد أن أساء البعض إليه بسبب إعاقته. ففي حادثة مشهورة، نزلت آية قرآنية تكشف عن سماحة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث عاتبه الله على تنقله عن حَشَر بن مكتوم في أحد المواقف.
3. آية في القرآن الكريم:
يذكر القرآن الكريم في سورة عبس (الآية 1-10) أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبس وتولى عندما جاءه الأعمى حَشَر بن مكتوم يسأله عن مسألة في الدين. نزلت الآيات لتعاتب النبي صلى الله عليه وسلم على التفاعل مع هذا الموقف، وتُظهر الآيات كيف أن الله سبحانه وتعالى قد يختار بعض الناس رغم عيوبهم الظاهرة ليكونوا مصدر خير وإلهام للمجتمع. في تلك اللحظة، قدّم الله درسًا هامًا في العدالة والمساواة في المعاملة.
4. مكانته في المجتمع الإسلامي:
كان حَشَر بن مكتوم يُعتبر من الصحابة البارزين الذين خدموا في الجيش الإسلامي بعد معركة بدر، وكان له دور كبير في الحملات التي خاضها المسلمون بعد الهجرة. كما كان يرافق النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الغزوات والمواقف الحربية.
5. وفاته:
توفي حَشَر بن مكتوم في السنة السابعة أو الثامنة من الهجرة بعد أن شهد العديد من الانتصارات في سبيل الإسلام. يعتبر رحيله خسارة كبيرة للمجتمع الإسلامي، نظراً لإيمانه العميق وحماسته في خدمة الدعوة الإسلامية.
6. دروس من حياة حَشَر بن مكتوم:
التغلب على الصعوبات: على الرغم من كونه أعمى، إلا أن حَشَر بن مكتوم لم يستسلم لعجزه وشارك في الكثير من الغزوات الهامة.
العدالة والمساواة: من خلال الآية الكريمة، نجد أن الإسلام يعامل جميع الناس على قدم المساواة بغض النظر عن إعاقاتهم أو مكانتهم الاجتماعية.
التضحية والإيمان: حَشَر بن مكتوم يعتبر نموذجاً حياً للتضحية في سبيل الدين، حيث قدم نفسه وروحه في معركة بدر وغيرها من الغزوات.
حَشَر بن مكتوم هو مثال حي على المثابرة والإيمان، وقد قدم الكثير للدعوة الإسلامية رغم الظروف الصعبة التي عاشها.