لماذا كفر بنى اسرائيل و قد فضلهم الله على العالمين و كان فيهم الكثير من نسل نبى كريم و هو يعقوب عليه السلام ؟
فما هي العلة الاعتقادية الأولى و العلة النفسية الأولى التي تفرع و تولد عنها كل انواع الكفر و الحقد على انبياء الله بعد ذلك في تاريخ بني اسرائيل ؟
ان من وجهة نظري أن العلة النفسية الأولى التى ادت الى كل هذا الكفر الذى وقع فيه بنو إسرائيل يكمن في اعتقادهم بانهم مميزون عن سائر الخلق لانهم من نسل نبى كريم و ان الله فضلهم على العالمين فكان التعصب لذرية اسرائيل او يعقو احد اهم الامور التي تسببت في كا اسرائیل و تعاليهم على سائر الخلق و كانت نفس هذه العلة هي السبب الرئيسي في كفرهم بالنبي صلى الله عليه و سلم رغم انهم كانوا يحتجون على المشركين بان هناك نبى سيخرج منهم قريبا و ان زمانه قد اطل و حين بعث الله النبي صلى الله عليه و سلم من ولد اسماعيل و ليس من ولد اسحاق و یعقوب كفروا بالنبي صلى ؟ عليه و مسلم لانه لم ينتمى إلى نفس جنس بنى اسرائيل ولعل لنفس هذه الحكمة اختار الله اهل بيت نبيه كشهداء قبل ان يتفشي فيهم هذا الانحراف الذي تفشي في امة بنى اسرائيل قبلهم و هو التعصب لال البيت و الاعتقاد بان بهم سر متوارث يجعلهم مميزين عن سائر البشر و ان الدماء التي تجرى في عروقهم دماء زكية غير دماء سائر البشر ولعل أكثر من كفر من البشر كانت بداية كفره تكمن فى اعتقاده بانه مميز عن سائر البشر بسر اودعه الله فيه ولانه ينتمى الى سلالة الانبياء أو سلالة الملوك
و سب الله لم يتعلم الكثير من عرب الجزيرة هذا الدرس وهذه الحكمة فتعصبوا للعنصر العربي و خاصة عرب الجزيرة فربما لا تكاد تتحدث مع افضلهم التزاما الا ويشعر الطرف الاخر انه مميز عنه لانه من نسل بني هاشم او من ال البيت او من اى نسل شريف و لنفس هذا السبب كان أكثر من يتصدر القيادة المجاهدين
في هذا العصر ينتمون الى العنصر العربي من ارض الجزيرة العربية مع وجود من اكفا منهم و افضل علما من الاجناس الأخرى لكن اعتقد الكثير من قادة المجاهدين ان دماء العرب زكية و مميزة و إن بها سر يجعلها جديرة بقيادة الحركة الإسلامية وخاصة الحركة الجهادية .
ربما لا يتحدث اغلب هؤلاء القادة أو المجاهدين عن هذا الشعور أو هذه النزعة في داخلهم لانها قد تخفى علي الكثير منهم فغالبا ما تكون هذه النزعة شديدة الخفاء وقلما يهتدى اليها العبد المؤمن و يعينه الله على التخلص منها فقد ينجح الكثير من العلماء و العباد والزهاد في الزهد في الدنيا و ارتداء المرقعات و الممزقات زهدا في الدنيا و قرارا من فتنتها و قد ينجح كذلك في اصلاح الكثير من العيوب التي يهديه الله
إلى إصلاحها الا ان هذه الآفة الخطيرة ( التميز عن سائر الخلق بالانتماء إلى جنس شريف مميز )
تبقى اخطر الافات التي قلما يهتدى عابد زاهد او عالم إلى التخلص منها لانها كثيرا ما تتلون و تخفى على الانسان بانها شيء جائز بل ويقرب الانسان الى الله لانه ينتمى الى جنس او عنصر يحبه الله و أودع فيهم سرا يميزهم به عن سائر الخلق وينتقى الكثير من هؤلاء احاديث النبي صلى الله عليه و سلم في فضل العرب او فضل اهل البيت وينسي ان هذه الاحاديث في مجملها لا تميز العرب او ال البيت عن سائر الخلق بسر اودعه الله فيها و میزها به عن سائر الخلق .
روى الطبراني في المعجم الأوسط :
- حدثنا عبد الله بن عمران بن موسى البغدادي قال: نا صالح بن على بن عَبْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيُّ قَالَ: يَا عَبْدَ رَبِّهِ بن هبيرة المؤذن الحلبي قال: نا سلمة بن سنان الأنصاري عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا يامة أمر الله مناديًا، فَنَادَى إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا، وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا، فَجَعَلْتَ أكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ، فَأَبَيْتُم إلا أن تَقُولُوا: فلان بن فلان خَيْرٌ مِنْ فَلَان بَن فَلَانٍ، فَأَنَا الْيَوْمَ
رافع نسبي، وأضع لسيكُمْ أين المثقون» ( قال الألباني ضعيف جدا ) و لكن حتى و إن كان الحديث ضعيف سندا و لكن روح الشريعة تؤكد نفس هذا المعنى
الموجود في الحديث و الله اعلم