0 تصويتات
في تصنيف برامج وألعاب بواسطة (454ألف نقاط)
في تقديس أصحاب الدعوات

إن من الأخطاء الفادحة التي أصابت الأمة الإسلامية تقديس أصحاب الدعوات وجعلهم فوق بشريتهم حتى تم اتباعهم في ما أصابوا وفي ما أخطأوا فمثلاً الإمام الشافعي أورد أبياتا من الشعر في حب آل البيت يقول فيها ( يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله ... إلخ ) وهي مخالفة للقرآن الكريم فحب آل البيت ليس فرضاً منزلاً في القرآن الكريم ولم يورد الشافعي تلك الأبيات على أنها حكم من الأحكام ولكنه اوردها على سبيل المدح فقط لكن مثل هذه الأشياء أصبحت حججاً عند الشيعة في تعبيد الناس لغير الله الغريب في هذا أنه لم يجرؤ أحد من أهل السنة على ردها أو إنكار مضمونها لأنهم تربوا على قبول كل ما أورده الشافعي من العلوم والفقه والحكم حتى أن من ردها فكأنما هو عدو للإمام الشافعي ومخالف للسنة والجماعة والسبب هو الإفراط في تقديس أصحاب الدعوات وعصمهم من الخطأ وهذا خطأ فادح مخالف لسنة الله في كونه فالشافعي وغيره من العلماء المصلحين والمجتهدين وأصحاب المذاهب الأربعة كلهم بشر قد يخطئون ولا تنسف أخطاءهم ما قدموه للمسلمين من علوم ورد أخطاءهم ليس إنتقاصاً منهم بقدر ما هو إعتراف ببشريتهم ، إن الإصرار على تقديس أصحاب الدعوات وعدم الخوض في مناقشة ما جاءوا به من علوم ولو كانت مخالفة للقرآن الكريم على الأقل جريمة نكراء فيجب أن لا نقع في نفس أخطاء اليهود والنصارى إذ قال الله تعالى فيهم ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) صدق الله العظيم .

إن الغاية من جميع الرسالات السماوية هي توحيد الله سبحانه وتعالى وتقديسه وإفراده بالعبادة والطاعة فأيما دعوة انحرفت عن هذه الغايه وجعلت من رموزها وأصحابها أرباباً فقد انحرفت عن جوهر الإسلام وخلاصته .

وكم أن ذلك الشخص الذي يجعل لنفسه قدسية عند الناس فيعينهم على أن يكونوا نسخة منه دون أن يربط قلوبهم بالله ودن أن يعترف لهم بأخطائه كم هو منبوذ عند أصحاب الفطرة السليمة الذين لا يقبلون العبودية إلا لله وكم حذر الله سبحانه في كتابه الكريم من الذين يقدسون أنفسهم وأنهم سبب إفساد الحياة فقال تعالى ( يا أيها الذين ءآمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ) حتى أن الله سبحانه وتعالى أنزل في كتابه الكريم يبين منزلة الأنبياء حتى لا يتخذهم الناس أربابا من دون الله فقال تعالى ( إن أنت إلا نذير ) ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) .

فكيف بمن يعتقد العصمة في غير الأنبياء من الناس ولذلك فإن لكل إنسان ذنوب وقد تكون ذنوب من يرى فيه الناس الخير ظاهراً أكثر من ذنوب غيره من الناس فلا يغرنكم البشر بأعمالهم فتصبحوا من المشركين مع الله بتقديسهم .

وبالله التوفيق

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (454ألف نقاط)
 
أفضل إجابة
في تقديس أصحاب الدعوات

اسئلة متعلقة

...