أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ
عَرَضَ الْمُعَلِّمُ أَمَامَ التَّلَامِيذِ مَشْهَدًا عَنِ الصَّنَاعَاتِ الْمَوجُودَةِ فِي مَمْلَكَتِنَا قَدِيمًا وحَدِيثًا. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ وَطننا في انتظاركُمْ؛ لتسهمُوا فِي بِنَائِهِ، فَلْيَتَحدَّتْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنِ الْمِهْنَةِ الَّتِي سَيَخْتَارُهَا عِنْدَمَا يَكْبَرُ.
قال فؤاز: أنا أرْغَبُ أنْ أكُونَ طَيَّارًا ، أَحَلَقَ بِالطَّائِرَة؛ لأنْقُلْ الْمُسَافِرِينَ ابْتَسَمَ صَالِحٌ وَقَالَ: طَيَّارًا ! ألَا تَخَافُ مِنَ الطَّيَرَانِ فِي الْجَوَ؟ رَدَّ فَوَّازٌ بِسُرْعَةٍ : لا ، فَقَدْ سَافَرْتُ مَعَ أُسْرَتِي إِلَى بُلْدَانِ كَثِيرَةٍ وعِنْدَمَا أَكْبَرُ سَوف أزُورُ بُلْدَانَ الْعَالَمِ، إِنْ شَاءَ الله. الْمُعَلِّمُ: وأنتَ يا صَالِحُ ماذا تَرْغَبُ أنْ تَكُونَ؟ سَكَتَ صَالِحٌ مُفَكَرًا، ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَرْغَبُ أَنْ أكُونَ مُهَندِسًا مِعْماريًا؛ لأسهم في بناء وطنِي. نَظَرَ الْمُعَلِّمُ إِلَى حَازِمٍ وَقَالَ: لَقَدْ تَحَدَّثَ الْجَمِيعِ إِلَّا أَنْتَ يَا حَازِمُ، فَمَاذَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ؟ رَدَّ حَازِمٌ بِفَخْر: سوف أكونُ رَجُل إطفاء، أَحْمِدُ الْحَرَائِقَ؛ لأَنْقِدْ الْمُصَابِينَ. قَالَ الْمُعَلِّمُ كُلُّ الْمِهَنِ نَافِعَةٌ يَا أَبْنَانِي، فَالْوَطنُ يَحْتَاجُ إلى المعلم والطبيب والْمُهَنْدِسِ والطَّيَّارِ وَرَجُلِ الْأمْنِ وَرَجُلِ الْإِطْفَاءِ والْحَدَادِ والنَّجَّارِ وَالْفَلَاحِ وَهَؤُلَاءِ
جَمِيعًا يُسْهِمْنَ فِي بِنَاءِ وَطَبْنَا وَتَقَدمِهِ. والْعَمَل يا أبنائي عِبَادَةً، وَهُوَ طَريقُ الْمُسْتَقْبَلِ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِالْعَمَلِ، وَمِنْ ذلِكَ مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " وَاصْنَعْ الْقَلَكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا "