المدينة المنورة والهجرة النبوية
كلنا قد سمع عن المدينة المنورة، أو قرأ عنها، أو زارها واكتحلت عينه برؤية المسجد النبوي، الذي بناه رسول الله ﷺ وكان مصلى المسلمين ومدرستهم، ومنه أشرق نور الإسلام، فعم الجزيرة العربية، وبجواره قبره عليه الصلاة والسلام، وقبرا خليفتيه، أبي بكر الصديق، والفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - وفيه جاء الحديث الشريف: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". ولكن قل منا من يعرف الكثير عن تاريخ هذه المدينة قبل الإسلام إنها تقع على طريق القوافل بين مكة وبلاد الشام في شماليها جبل أحد، وفي جنوبيها جبل غير، وبين الجبال منخفض سهل رحيب تنتشر فيه الوديان وتكثر به الينابيع والعيون والآبار، وتعمره جنّات النخيل والأعناب والثمار، وفي هذا المنخفض السهل شُيدت هذه المدينة. وأول من سكنها العمالقة، وهم شعب كان قديما يقطن جنوبي فلسطين، ثم سكنتها قبيلتا الأوس والخزرج وكانت بينهما حروب طاحنة، حتى كانت هجرته صلى الله عليه وسلم إليها ، وبها انطفأت الحرب بين القبيلتين، وصار المسلمون فيها إخوانا بنعمة الله، وأصبحت عاصمة الدولة الإسلامية