من هو رفعت الأسد ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
هو أحد الشخصيات السياسية والعسكرية السورية البارزة، وُلد في 22 أغسطس 1937 في مدينة القرداحة في سوريا، وهو شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. عمل رفعت في البداية كضابط في الجيش السوري، وتمتع بمسيرة عسكرية استثنائية حيث ارتقى بسرعة في الرتب العسكرية بفضل علاقاته العائلية والولاء السياسي للأسد الأب. لكن مسيرته السياسية كانت مثيرة للجدل، نظراً لدوره البارز في العديد من الأحداث السياسية والعسكرية في سوريا.
مسيرته العسكرية والسياسية:
رفعت الأسد أصبح قائدًا للحرس الجمهوري، وهو الوحدة العسكرية الخاصة المكلفة بحماية النظام الحاكم، كما كان له دور رئيسي في العديد من العمليات العسكرية الهامة. في عام 1982، قاد رفعت الأسد حملة قمع دموية ضد جماعة الإخوان المسلمين في مدينة حماة، والتي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.
في الثمانينات، بدأ رفعت الأسد بالتطلع إلى تولي السلطة في سوريا بعد أن شعر أن شقيقه حافظ الأسد قد ينسحب من السلطة بسبب تدهور صحته. في عام 1984، حاول رفعت الانقلاب على شقيقه حافظ الأسد في ما عُرف بـ"الانقلاب الفاشل"، لكن حافظ الأسد تمكّن من إحباط المحاولة وحافظ على سلطته. عقب هذه الأحداث، تم نفي رفعت إلى الخارج.
بعد نفيه:
بعد فشله في الوصول إلى السلطة، عاش رفعت الأسد في المنفى في فرنسا لمدة طويلة، حيث تعرض لانتقادات واسعة من قبل الإعلام والنظام السوري. ورغم ذلك، حافظ على نشاطه السياسي وواصل التأثير على الشأن السوري من خلال علاقاته الدولية وأحياناً من خلال تأكيد رغبته في العودة إلى سوريا.
القضايا القانونية:
من جهة أخرى، تعرض رفعت الأسد لعدد من القضايا القانونية المتعلقة بالفساد، حيث اتُهم بتكوين ثروات ضخمة عبر صفقات مشبوهة وأعمال غير قانونية، مما دفع الحكومة الفرنسية إلى فتح تحقيقات ضده. في 2021، صدر حكم فرنسي يقضي بمصادرة ممتلكاته التي تم الحصول عليها بطرق غير شرعية، وكان من ضمن ذلك عقارات ضخمة في فرنسا.
علاقته بالعائلة:
علاقة رفعت مع شقيقه حافظ الأسد كانت مليئة بالتوترات، وقد ساهمت محاولته للانقلاب في 1984 في توتير هذه العلاقة. بعد نفيه، لم يكن له دور سياسي كبير في سوريا، ولكنه ظل شخصية مثيرة للجدل في الساحة السياسية السورية.
تأثيره على السياسة السورية:
رغم أنه لم يتمكن من الوصول إلى السلطة في سوريا، إلا أن رفعت الأسد كان له تأثير كبير في شكل النظام السوري، سواء من خلال قيادته للحرس الجمهوري أو من خلال تدخلاته في السياسة الداخلية. كما أظهرت محاولات الانقلاب الفاشلة وملفات الفساد التي لاحقته جوانب معقدة من النظام السياسي السوري، الذي كان يعتمد في كثير من الأحيان على القوة والعلاقات العائلية لتثبيت الاستقرار.
في المجمل، يمكن وصف رفعت الأسد كأحد أبرز الشخصيات السورية التي عاشت في ظلال النظام البعثي، وشهدت العديد من الأحداث السياسية والعسكرية التي شكلت تاريخ سوريا الحديث.
