ليلة في حياة بدوي
حدث في يوم من الايام في بادية العرب أن ذاع صيت حصان أصيل كان يملكه بدوي فَقِيرٌ بِمَالهِ عَني بدماثة لصاحبه أكثر مما يُدرك الجميع كان بمثابة عائلته لم يكن للبدوي زوجة ولا أولاد، فاعتنى بحصانه اعتناء الأم بأولادها.
أعجب الكثيرون بهذا الحصان وحاولوا شراءه من صاحبه دون جدوى؛ إذ إن الحصان كان يمثل
في يوم من الأيام قدم إلى البدوي ناجرٌ مُخادع يُريد شراء الحصان لكنَّ البَدْوِي رفض طلبه وأصر على موقفه، وبدلا من أن يحترم التاجرُ زغبة البدوي فكَّرَ فِي خُطةٍ دنيئةٍ، فَعَادَ التَّاجِرُ فِي الْمَسَاءِ مُتَنكَرًا بِثِيَابِ فَقِيرٍ مُحْتَاج أنيكه حر الصحراء، طالبا أنْ يقضي ليلته في ضيافة البدوي فرخبَ بِهِ أجْمَلَ تَرْجيب، وَأَطْعَمَهُ اللحم، وَأَسْقاة اللَّينَ، وَسَآمرهُ حَتَّى سَاعَةٍ مُتَّاخِرة مِنَ اللَّيلِ. وَبَيْنما كانَ الْبَدَوِي نَائِمًا هَبَّ النَّاجِرُ مِن نومه، ووضع ثمن الحصان تحت الغزال الذي نام عليه، وامتطى الحصان والطلق في طريقه. شعر البدوي بوقع حوافر جصابه فَهَبْ مِنْ نَومِهِ، وَانْدفَعَ وَرَاءَ الْحِصَانِ وَهُوَ يَطلب من التاجر أن يتوقف التفت التاجرُ إلى البدوي وقال له: * إن ثمن حصانك تحت الفراش فماذا تريد؟ " قال البدوي: أَرْجُوك يا سيدي لا تُخبر أحدًا من العرب بما فعلت حَتَّى لا يمتنع العرب عن استضافةِ النَّاسِ وتقديم المساعدة للمحتاج احمر وجه التاجر حملا، وأعاد العصان إلى صاحبه.